بر الوالدين من أعظم أبواب الجنة

كريم للتدوين
المؤلف كريم للتدوين
تاريخ النشر
آخر تحديث

حكاية سامي: التضحية من أجل الوالدين

في قرية بسيطة هادئة بعيدة عن صخب المدن وضجيجها، عاش شاب طيب القلب يُدعى سامي مع والديه المسنّين. كان سامي معروفًا بين أهل قريته ببرّه الشديد بوالديه، فقد كرّس حياته لخدمتهما، ولم يكن يتركهما لحظة دون أن يطمئن على راحتهما وسعادتهما.

نشأ سامي في بيت بسيط مليء بالحب والدفء. كان والده يعمل في الزراعة ويكافح لتوفير لقمة العيش، وكانت والدته تزرع بداخله معاني الحب والاحترام والتضحية. ومع مرور السنوات، تقدم الوالدان في العمر، وأصبحت صحتهما تتراجع شيئًا فشيئًا.

في أحد الأيام، أصيب والد سامي بمرض شديد تطلب علاجًا خاصًا في مستشفى كبير خارج القرية. لم يكن سامي يملك من المال ما يكفي لذلك، فقد كانت حالتهم المادية محدودة جدًا. ومع ذلك، لم يتردد سامي لحظة واحدة، واتخذ قرارًا شجاعًا.

قام سامي بعرض جزء كبير من الأرض التي ورثها عن أجداده للبيع. وعندما علم جيرانه بهذا الأمر، حاولوا نصحه قائلين:

"يا سامي… هذه أرض أجدادك، لا تفرّط بها. ربما تحتاجها يومًا ما!"

لكن سامي أجابهم بحزم وعيناه تملؤهما الدموع:

"ما فائدة الأرض إن فقدت أغلى من في الوجود؟ والديّ هما سعادتي ورضاهما جنتي. الأرض يمكن تعويضها، لكن روحهما لا تُعوّض."

وبالفعل، باع سامي الأرض، وأخذ والده إلى المدينة حيث تلقى العلاج المناسب وتعافى بفضل الله. عادت السعادة إلى قلب سامي ووالدته بعد شفاء الوالد. واستمر سامي في رعايتهما حتى آخر لحظة من حياتهما، محتفظًا بالدعاء والبركة التي نالها من برّه وعطائه.

العبرة من القصة

هذه القصة تعلمنا أن بر الوالدين من أعظم أبواب الجنة، وأن التضحية من أجل راحتهما أعظم ما يقدمه الإنسان. فالحياة لا تساوي شيئًا دون رضاهما، وأي شيء نفقده من أجلهما سيعوّضه الله لنا بركةً في الدنيا ونعيمًا في الآخرة.

بالوالدين إحسانا


تعليقات

عدد التعليقات : 1
  • Mayssae12 يوليو 2025 في 12:09 ص

    اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    إضافة ردحذف التعليق

    » ردود هذا التعليق